َمنَتديَات أَمنبِاَتَ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

َمنَتديَات أَمنبِاَتَ

أَمنبِاَتَ
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
بوياسر
عضو مبدع
عضو مبدع
بوياسر


ذكر عدد الرسائل : 272
العمر : 35
الموقع : المشرفه
تاريخ التسجيل : 06/08/2007

اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر Empty
مُساهمةموضوع: اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر   اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر Icon_minitimeالخميس أغسطس 16, 2007 6:47 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر
نبداها من الرسول الاعظم


ميلاد مبارك
في ذلك المحيط الصاخب بالجاهلية، وكل مظاهر التيه والزيغ والبغي، ولد محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (صلّى الله عليه وآله).

ولحكمة إلهية وُلد يتيماً، فقد تُوفي أبوه عبد الله في طريق عودته من الشام من تجارة له، ومحمد (صلّى الله عليه وآله) ما زال جنيناً في رحم أمه آمنة بنت وهب (رضي الله عنها).

وكان ميلاده المبارك في شهر ربيع الأول بعد حادثة هلاك أصحاب الفيل المشهورة (سورة الفيل) ـ التي أرخها القرآن الكريم بسورة منه كاملة ـ بشهر أو أكثر، ولد (صلّى الله عليه وآله) فأرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً بلبن ولدها مسروح، انتظاراً لقدوم المرضعات من نساء البوادي، إذ كان من دعاة أهل مكة أن يسترضعوا لأولادهم نساء أهل البادية، طلباً للفصاحة والفروسية.

وكالمعتاد قَدِمتْ على مكة عشر مرضعات من قبيلة سعد بن بكر فأصبن الرضاع، إلا واحدة منهن، وهي حليمة بنت أبي ذؤيب عبد الله، فعرض عليها الوليد محمد (صلّى الله عليه وآله) فتبرّمت لكونه يتيماً، وما ينجم عن اليتم عادة من قلة ذات اليد، فاستشارت زوجها الحارث الذي كان يصحبها، قائلة: أنها تكره العودة بغير رضاع ولم يبق أمامها إلا هذا الطفل اليتيم، فأشار عليها زوجها أن تأخذ الطفل عسى الله أن يجعل لهما فيه خيراً. وما أن ألقمته ثديها حتى درّ لبنُها غزيراً، في حين كان ولدها يتضور جوعاً بسبب قلة لبنها قبل ذلك.

ومن ثمّ تجلّت بركة الوليد المصطفى (صلّى الله عليه وآله) في الحي قاطبة، حتى عادت المرابع ممرعة خضراء، بعد أن كانت قاحلة مجدبة.

وبعد أن أكمل تمام السنتين، وفطم من الرضاع عادت به حليمة إلى مكة لزيارة أمه وذويه، فحدثتهم عن آثار عظمة الطفل، ومظاهر الخير فيه، ثم عادت به إلى الحي مجدداً.



الإعداد الإلهي المباشر

وفي العام الخامس من عمره المبارك عادت به حليمة إلى أهله، حيث استقبلت مرحلة الصبا.

والمتتبع لحياة الرسول (صلّى الله عليه وآله) منذ تلك السن المبكرة لا يسعه إلا أن يسلم بخضوعه خضوعاً مباشراً لرعاية الله سبحانه وتعالى، لا أقول الرعاية الصحية، والنمو السليم فحسب، وإنما الرعاية الخاصة بالإعداد المباشر من أجل النهوض بأعباء الرسالة العظمى فيما بعد.

وقد انطوت كتب السيرة على أحداث غاية في الأهمية تجسد بعمق حقيقة أن الرسول (صلّى الله عليه وآله) كان خاضعاً لِلون خاص من الإعداد الإلهي لتحمل أعباء المستقبل، وهذه جملة بما تقطع به كتب السيرة الصحيحة في هذا المضمار.


• فعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في خطبته القاصعة:

(ولقد قَرَنَ الله به (صلّى الله عليه وآله) من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليلة ونهاره..). (نهج البلاغة، تبويب صبحي الصالح، ط1، س1967، ص300)


• وعن الإمام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) وهو بصدد الإشارة إلى مسألة الإعداد الإلهي الخاص لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) قبل الدعوة: (ووكل بمحمد ملكاً عظيماً منذ فصل عن الرضاع يرشده إلى الخيرات، ومكارم الأخلاق، ويصده عن الشر ومساوئ الأخلاق). (بحار الأنوار، ج15، للشيخ المجلسي، ط طهران، ص363)


• وعن داود بن الحصين يقول بهذا الصدد: (فشب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يكلؤه الله، ويحوطه من أقذار الجاهلية، ومعايبها، لما يريد به من كرامته، ورسالته حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً..). (سبيل الهدى والرشاد ج2، ص198، لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي نقلاً عن ابن سعد وابن عساكر وغيرهما)

ولقد كان من آثار ذلك الإعداد الرباني المباشر له، أن المصطفى (صلّى الله عليه وآله) كان موحّداً لله عز وجل منذ سني حياته الأولى، وكان يعلن عداؤه للأوثان بلا تحفظ. (الوفاء بأحوال المصطفى ج1، ص133، وسبيل الهدى والرشاد ج2، ص199، والبحار ج15، ص410)

وكان يحج بيت الله تعالى، ويأبى تناول ما يذبح على النصب، فضلاً عن تسميته على كل طعام، وحمده لله تعالى بعده، إلى جانب ما تحلى به من الاستقامة في الخلق، والتزام الفضيلة في القول، والعمل، حتى سماه قومه (الصادق الأمين) كصفة مميزة له من سواه.في كفالة جده

وما أن بلغ الخامسة من عمره وعادت به حليمة إلى أمه، وذويه في مكة ـ كما ذكرنا ـ حتى وجد في جده عبد المطلب خير راع له إذ وفّر له كل ما يتطلب من حنان فياض وعطف أبوي غامر، فكان يأكل معه، ويدخل عليه في خلوته، ويجلس على فراشه، ويدنيه منه في مجلسه، ويشدد على العناية به من لدن أهله.

كل ذلك كان يؤديه عبد المطلب لا بدافع عاطفي، باعتبار أن محمداً (صلّى الله عليه وآله) وديعة فقيده عبد الله فحسب، ولكن لتوسّمه في أن لابنه هذا شأناً لابد أن يصير إليه.

ومن أجل ذلك كان يوصي به ابنه أبا طالب، وأم أيمن.

ولما بلغ السادسة من عمره الشريف، ذهبت به أمه آمنة بصحبة أم أيمن، لزيارة أخواله بني عدي بن النجار في المدينة، وبعد أن مكثوا هنالك شهراً، قفلوا راجعين إلى مكة، وفي الطريق لاقت أمه آمنة منيتها، فدفنت في الأبواء، وهي قرية بين مكة والمدينة، فعادت به أم أيمن إلى جده، حيث اضطلعت بدور الأمومة كما كان جده مضطلعاً بدور الأبوة، على أن عبد المطلب قد اختطفته يد المنون، والمصطفى في السنة الثامنة من عمره الشريف.



في رعاية أبي طالب

فتولى رعايته عمه أبو طالب الذي عامله بالحدب والعطف والرعاية الأبوية الفائقة، بشكل لم يحض به أحد من أبنائه قط، فكان ينام في فراشه، ويجلسه في جنبه، ويأكل معه، ويخرجه إذا خرج من داره.. إلى غير ذلك من ألوان الرعاية.



مرحلة الشباب

وما أن استقبل الرسول (صلّى الله عليه وآله) مرحلة الشباب حتى شمّر عن ساعدي الجد لممارسة العمل لكسب قوته، فرعي الغنم أول عمل مارسه الرسول (صلّى الله عليه وآله) كما حدث بذلك جابر بن عبد الله (رضي الله عنه)، قائلاً: كنا مع النبي (صلّى الله عليه وآله) نجني الكباث ـ وهو ثمر شجر الأراك الناضج ـ فقال (صلّى الله عليه وآله): عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه، فإني كنت أجنيه إذ كنتُ أرعى الغنم، قلنا: وكنت ترعى الغنم يا رسول الله؟

قال: نعم وما من نبي إلا وقد رعاها. (أمين دويدار، صور من حياة محمد، ص76، ط دار المعارف بمصر)

وقال (صلّى الله عليه وآله) يوماً: كنت أرعى الغنم على قراريط لأهل مكة.. (الفروع من الكافي، كتاب المعيشة، ج4، ص65)

فبالرغم من أن الله سبحانه قادر على كفاية عبده ورسوله مشقة العمل، غير أنه تعالى أراد لرسوله أن يكون قدوة للناس، في الاجتهاد في العمل وعدم الاتكال على الناس.

وقد شدد الإسلام الحنيف على ضرورة العمل وأهميته على لسان رسوله (صلّى الله عليه وآله) حيث قال (صلّى الله عليه وآله): (ملعون من ألقى كلّه على الناس). (نفس المصدر)

وقال (صلّى الله عليه وآله): (العبادة سبعون جزءاً أفضلها طلب الحلال). (المصدر السابق)

وقال كذلك: (نعم العون على تقوى الله: الغنى). (المصدر السابق)

في بيت الزوجية

وفي الخامسة والعشرين من عمره الشريف، ذهب بتجارة إلى الشام لخديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)، حيث كانت خديجة امرأة ذات جمال وشرف وثروة، وقد اعتادت أن تضارب الرجال، بأجر تجعله لهم، وحين ذاع صيت المصطفى (صلّى الله عليه وآله)، بين الناس، وعرفت بصدقه وأمانته وكرم أخلاقه، واستقامة سلوكه، عرضت عليه خديجة أن يخرج لها بتجارة إلى الشام وضاربته بأجر أكثر من سابقيه من الرجال، فخرج في قافلة لها بصحبة غلامها ميسرة، فباعا وابتاعا وعادا وافرين، (عاد وافرا: عاد وقد ربح) وراح ميسرة يحدث خديجة عن شمائل محمد (صلّى الله عليه وآله)، وسمو أخلاقه، فوقع في نفسها حب الرسول (صلّى الله عليه وآله) وأنه أهل لأن يكون لها زوجاً، فأرسلت إليه نفيسة بنت منبه فقالت:

ـ ما يمنعك أن تتزوج؟

ـ ما بيدي ما أتزوج به.

ـ فإن كُفيتَ ذلك، ودُعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة ألا تجيب؟

ـ فمن هي؟

ـ خديجة!

ـ كيف لي بذلك؟

ـ عليّ ذلك.. فأجابها بالقبول.

ثم أرسل عمّه، حمزة بن عبد المطلب ـ أو عمّه أبا طالب (على قول) ـ إلى خطبتها من عمها، حيث كان أبوها قد مات، فوقع الاتفاق، وتزوّجها المصطفى (صلّى الله عليه وآله) وكان عمره خمساً وعشرين سنة، وعمرها أربعين سنة ـ إذ كانت أرملة ـ وذلك بعد عودته من تجارتها من الشام بشهرين.

وقد انتقل بعد زواجها إلى دارها. وحققا بذلك أروع تلاحم عاطفي، معطر بالود، والوفاء.

وكانت إلى جانب حبها له، امرأة شريفة، ذات بصيرة تُحسِن تصريف الأمور، في روية، تشد من أزره، وتعينه على النوائب، وتخفف من أعبائه.

ثم كانت أول من صدّق رسالته، وبذلتْ كلّ ثروتها من أجل دعوته، وقد قابلها وداً بود، فلم يتزوج سواها حتى لحقتْ بالرفيق الأعلى. وقد ظل طوال حياته يثني عليها، ويذكر مآثرها.

وقد اتسمتْ حياة محمد (صلّى الله عليه وآله) بالمثابرة والجد منذ صباه، وإن كان زواجه من خديجة (رضي الله عنها) قد منح حياته (صلّى الله عليه وآله) بعض الاستقرار والراحة، ووجد (صلّى الله عليه وآله) فيما غمرته به زوجته خديجة (رضي الله عنها) من حنان وعاطفة صادقين ما يعوضه عن عاطفة الأبوة، وحنان الأمومة، اللذين فقدهما في مرحلة الصبا، من حياته الكريمة.

وفي هذه الفترة بالذات بدأت إرهاصات النبوة تتجلى في حياته، ومن أجل ذلك راح يستجيب لمتطلبات هذه المرحلة، فها هو، ينقطع في غار حراء أياماً معلومة، وشهراً متواصلاً في كل عام يقضيه بالعبادة، والتأمل والانقطاع لرب العالمين، بعيداً عن أجواء الجاهلية ومفاسدها، في جو خاص من الإعداد الإلهي، لحمل الرسالة العظمى.

واستمر هذا اللون من الممارسة حتى بلغ الأربعين من العمر حيث أشرق الوحي المقدس على روحه وقلبه حاملاً له أول بيان من الرسالة الخاتمة: (اقرأ باسم ربك الذي خلق..).



الدعوة العامة

ثم أن الرسول (صلّى الله عليه وآله) دعا قريشاً إلى الإسلام، حين أمره ربه الأعلى سبحانه بذلك: (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ...) (الحجر: 94) حيث صعد على الصفا وصاح: (يا صباحاه يا صباحاه) ـ وكان ذلك من عادة العرب، إذا أرادوا الاجتماع لأمر مهم ـ فاجتمعت إليه قريش فقالوا: ما لك؟

فقال: أرأيتم إن أخبرتكم أنّ العدوّ مصبحكم أو ممسيكم، أما كنتم تصدقونني؟

قالوا: بلى.

قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، يا بني عبد المطلب، يا بني عبد مناف، يا بني زهرة.. انقذوا أنفسكم من النار، فإنني لا أغني عنكم من الله شيئاً، إن مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو، فانطلق يريد أهله أن يسبقوه إليهم.

فقاطعه أبو لهب بقوله: تباً لك، ألهذا دعوتنا؟

فأنزل الله تبارك وتعالى فيه: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).

بيد أن إعلان الرسول (صلّى الله عليه وآله) ذلك لم يذهب سدى، فقد كان له أثره البالغ في إسلام الكثير وانضوائهم تحت راية (لا إله إلا الله) لكن الإعلان المذكور ذاته قد كان فاتحة عهد صراع مرير بين دعوة الله الفتية وكبرياء الجاهلية. وقد اتخذت سياسة الاضطهاد من الجاهلين مظهرين:


1ـ ما استهدف منها شخصية الرسول (صلّى الله عليه وآله) بالذات حتى قال (صلّى الله عليه وآله): (ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت...) وقد تلقى ذلك بالصبر وكان يحتسبه عند الله تعالى.

2ـ اضطهاد الصفوة المؤمنين من أنصاره، فقد عاملتهم منذ البداية بالإرهاب، والاضطهاد، والإيذاء، والتشريد، والقتل، فما أن عرفت قريش أتباع محمد (صلّى الله عليه وآله) حتى صبت عليهم العذاب صباً. وكان الرسول (صلّى الله عليه وآله) إزاء ذلك العذاب الأليم، يحث أتباعه على الصبر واحتمال الأذى، ويشجهم على الصمود حتى يأتي نصر الله.


الطائف ترفض الدعوة

ولما اشتد إيذاء قريش للرسول (صلّى الله عليه وآله)، ولاقى منهم ما لم يجده قبل ذلك، اتجهت نيته (صلّى الله عليه وآله) شطر الطائف لعلها تكون منطلقاً للدعوة المباركة بعد أن تحجرت مكة، في وجهها، وبعد أن وقفت الحبشة في حدود إيواء المهاجرين من أتباعه فحسب، حيث أن تفشي الدين المسيحي هناك ووجود الدولة التي ترعاه، فرضاً أن لا يمارس الدعاة نشاطاً دعوتياً واسعاً فاكتفوا بما توفر لهم من حماية واطمئنان.

وإذ اتجهت أنظار الدعوة إلى الطائف، سار الرسول (صلّى الله عليه وآله) إليها لا يصحبه غير زيد بن حارثة، وأقام فيها شهراً، اتصل خلاله بزعمائها، وأصحاب التأثير فيها، ولكن الطائف بدت، كما لو كانت مقاطعة من مقاطعات مكة، تحجراً وفظاظةً، فكان رد أكبر رجالاتها عبد ياليل ومسعود، وحبيب أبناء عمرو بن عمير، يتسم بالخسة وسوء الأدب.

فبعد أن ردوا على دعوته بفاحش القول، أغروا به صبيان الطائف، وسفهاءها، وعبيدها، فانهالوا على الرسول (صلّى الله عليه وآله) سباً واستهزاءً، ورجماً بالحجارة حتى أدموا رجليه، وشجوا رأسه، فالتجأ إلى بستان لعتبة، وشيبة، ولدي ربيعة.

ولما تفرق الغوغاء عنه اتجه الرسول إلى مصدر القوة والأمل والرجاء فدعا ربه تعالى بنبرة خاشعة: (اللّهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري؟! إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت به الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك، أو يحل علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك). (الوفاء بأحوال المصطفى ج1، ص311، لابن الجوزي، وسيرة ابن هشام ج3، ص60، وما بعدها)

وحين رأى ابنا ربيعة ما لقي الرسول (صلّى الله عليه وآله) أخذتهما الرحمة عليه، فدعيا غلاماً لهما يعمل في بستانهما، يدعى عداساً، فقالا له: خذ قطعاً من هذا العنب وضعه في ذلك الطبق، ثم أذهب إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه.

ففعل الغلام، وحين وضع الطبق بين يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومد (صلّى الله عليه وآله) يده في الطبق، قال: بسم الله.

فنظر إليه عداس مندهشاً، ثم قال: والله إن هذا الكلام، ما يقوله أهل هذه البلاد!

قال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ومن أهل أي بلاد أنت يا عداس، وما دينك؟

قال: أنا نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى.

قال (صلّى الله عليه وآله): من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟!

قال له: وما يدريك ما يونس بن متى؟!

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ذلك أخي كان نبياً، وأنا نبي.

فما كان من عداس إلا أكبّ على يدي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ورأسه يقبلهما، وأعلن إسلامه.

وهكذا عاد (صلّى الله عليه وآله) إلى مكة بعد أن أجاره مطعم بن عدي حين دخولها خشية قريش.

ثم أن الرسول (صلّى الله عليه وآله) بدأ يعرض رسالته على القبائل، واحدة تلو الأخرى، يدعوهم إلى الله سبحانه.

عرض رسالته على كنده، وبني حنيفة، وبني عامر بن صعصعة وغيرهم، وكلهم رفضوا دعوته، حتى صار يتبع الناس في منازلهم ويقول: من يؤويني؟ من ينصرني؟ أو يقول: ألا رجل يحملني إلى قومه، فإنّ قريشا قد منعوني أن أبلّغ كلام ربي. (محمد رسول الله، محمد رضا ص113، دار الكتب العلمية)



[color:1c90=green:1c90]بشائر الأمل

وفيما كان يعرض (صلّى الله عليه وآله) رسالته على القبائل في مواسم الحج، التقى سنة إحدى عشرة من البعثة المباركة، بجماعة من الخزرج، فطلب منهم أن يجلسوا حتى يكلمهم، فاستجابوا لطلبه، فعرض عليهم الإسلام، ودعاهم إلى الله، وتلا عليهم كتابه، فقال بعضهم لبعض: (.. والله إنه للنبي الذي تعدكم اليهود، فلا يسبقنكم إليه..). (إعلام الورى بأعلام الهدى)

فاستجابوا للدعوة، وأسلموا، وانصرفوا إلى يثرب يدعون إلى الإسلام حتى فشا في قومهم.

وفي العام التالي قدم من أهل المدينة اثنا عشر رجلاً فاجتمعوا بالرسول (صلّى الله عليه وآله) في العقبة وبايعوه على أن لا يشركوا بالله شيئاً ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم، ولا يأتوا ببهتان يفترونه بين أيديهم وأرجلهم، ولا يعصوه في معروف، فإن وفوا فلهم الجنة، وإن غشوا من ذلك شيئاً، فأمرهم إلى الله، إن شاء عذب وشاء غفر...

وقد أرسل الرسول معهم مصعب بن عمير ليشرف على تعليمهم الإسلام وأحكامه، وراح مصعب ـ وهو يومذاك في مقتبل دور الشباب من حياته ـ يدور في المدينة على الناس يدعوهم إلى الله ورسالته، يسنده في ذلك، من أسلم من قبل من أهل المدينة، حتى استجاب لدعوته، سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وهما أبرز رجالات المدينة، حيث فتح إسلامهما الباب واسعاً لدعوة الله تعال لتدخل نفوس أهل المدينة.


والسلام عليك يا ابا القاسم ورحمة الله انتهت سيرة الرسول المختصرة مع معصوم جديد في المرة القادمة
انتظروناااااااااااا
دعااااااااكم
موقع سيرة الرسول الاعظم[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بوياسر
عضو مبدع
عضو مبدع
بوياسر


ذكر عدد الرسائل : 272
العمر : 35
الموقع : المشرفه
تاريخ التسجيل : 06/08/2007

اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر Empty
مُساهمةموضوع: رد: اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر   اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر Icon_minitimeالخميس أغسطس 16, 2007 6:53 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم عجل فرج ولينا الحجه(عج


ارجو التثبيت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بومهدي
مشرف الرياضة
مشرف الرياضة
بومهدي


عدد الرسائل : 387
تاريخ التسجيل : 24/07/2007

اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر Empty
مُساهمةموضوع: رد: اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر   اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر Icon_minitimeالخميس أغسطس 16, 2007 6:54 pm

مشكورررررر اخوي على الموضوع المفيد والرائع الله لايحرمنا من مواضيعك وجهودك الرائعه

في هالقسم

تقبل تحياتي اخوك

بومهدي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بوياسر
عضو مبدع
عضو مبدع
بوياسر


ذكر عدد الرسائل : 272
العمر : 35
الموقع : المشرفه
تاريخ التسجيل : 06/08/2007

اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر Empty
مُساهمةموضوع: رد: اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر   اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر Icon_minitimeالأحد أغسطس 19, 2007 6:07 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


اشكرك صحيح مشرف على الرياضه تستحق هذا اللقب بجداره اخي

بومهدي وتمنياتي لك بالخير ان شاء الله

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قلبيــ المجروحـ
عضو نشيط
عضو نشيط
قلبيــ المجروحـ


ذكر عدد الرسائل : 188
العمر : 33
الموقع : الـ ـنـ زهه
تاريخ التسجيل : 01/08/2007

اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر Empty
مُساهمةموضوع: رد: اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر   اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر Icon_minitimeالأحد أغسطس 19, 2007 10:04 pm

شكراا لك بوياسر


على المووضوع المفيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اقدم لكم سلسة من سيرة المعصومين الاربعة عشر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
َمنَتديَات أَمنبِاَتَ :: °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ° القصـــــــور الأســـلامية °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ° :: ~®§§][][أســـلاميات ][][§§®~-
انتقل الى: